القطار الاطول في العالم وفي ذات الوقت هو الاثقل والابطأ، يشكل عصب الحياة لعشرات الالاف من الموريتانيين. يقطع في اليوم اكثر من سبعمائة كيلو متر، محملا بالاف الاطنان من الاتربة المليئة بالفحم.
القطار الأطول في العالم
ولهذا السبب تم انشاؤه لكن الموريتانيين، استغلوا مروره في الصحراء الشاسعة. ليتحول مع الوقت الى اهم وسيلة نقل في موريتانيا ولو انقطعت فان المياه لن تصل لبعض المناطق.
والاكل سينقطع والطلاب يتركون مدارسهم والماشية من الممكن ان تهلك. كل هذا ونحن نتحدث عن أطول قطار انشئ لنقل الفحم. فكيف تحول تدريجيا واصبح شريان حياة لالاف الموريتانيين.
كما تحول ايضا الى مزار سياحي يقصده الاف السياح سنويا. من اجل خوض مغامرة لن يعثروا على مثلها، ويتمتع فيها بسحر الصحراء في الليل والنهار.
قطار الصحراء
يربط قطار وفيبو بين مدينتي ازويرات، ونواذيبو. يبلغ طوله 2،5 كيلو متر ويجر مئتين وخمسين عربة. بالاضافة الى طوله فان القطار الأطول حقق رقما قياسيا اخر باعتباره الابطأ والاثقل في العالم.
حيث يصل وزنه الى اكثر من اثنين وثلاثين الف طن. ويحتاج الى خمسة عشر ساعة لقطع سبعمائة كيلو متر. بدأ انشاء الخط في عام الف وتسعمائة وستين على يد شركة معادن مملوكة للاستعمار الفرنسي.
وكانت اول للقطار عام الف وتسعمائة وثلاثة وستين. بعد الاستقلال قام الرئيس الموريتاني، الراحل بتأمينها عام الف وتسعمائة وثلاثة وسبعين. انشئ القطار الأطول العالم بهدف نقل خامات الحديد الى الموانئ للتصدير.
حيث ينطلق من مدينة ازويرات باتجاه ميناء التصدير في مدينة واذيبو. وهناك يقوم العمال بتفريغ حمولته. ثم يعود القطار من جديد الى مناجم الحديد في ازويرات.
وتحمل عربة ما يصل الى اربعة وثمانين طنا من اكوام الاتربة الحمراء، التي تحتوي على نسبة كبيرة من الحديد. كان الخط ناجحا ووفر جزءا كبيرا من الناتج المحلي الاجمالي لموريتانيا وتشغله الشركة الوطنية للصناعة والمناجم.
مغامرة شيقة
انشئ القطار الطويل لهدف اساسي وهو نقل الحديد الخام. فحاول الموريتانيون الاستفادة منه بطرق اخرى، حتى تحول الى شريان الحياة هناك. فينقل الركاب من المناطق النائية في قلب الصحراء واليها.
ويختصر عليهم ما يصل الى خمسمائة كيلو متر اذا ما ارادوا السفر عبره. حتى انه اصبح يمد الاسواق بالمواد الغذائية، وينقل الماء والكلأ للمناطق النائية. والاغرب من ذلك كله هو انه ينقل الماشية ويؤمن للرعاة وسيلة مجانية لن يحلموا بها.
حيث يقوم الرعاة بتحميل ماشيتهم فوق عربات والتنقل من مكان الى اخر. وبسبب قدم القطار وطوله وتميزه عن غيره تحول الى مزار سياحي يقصده السياح من كل انحاء العالم لخوض تجربة ومغامرة جديدة من نوعها وشبه مجانية.
وفرصة للتعرف على المنطقة وعلى جو الصحراء المخيف. فاذا ما اراد السائح الركوب في العربات الامامية التي تكون مريحة للمسافرين، وهناك خدمة للركاب سيدفع ما بين ثلاثة الى خمسة عشر دولار. فهناك عربات من الدرجة الاولى واخرى عادية.
اما اذا اراد الركوب في العربات الخلفية فلن يدفع شيئا. وانما عليه ان يتحمل حرارة الشمس في النهار وبرودة الطقس في الليل. وتعتبر ظروف الركاب قاسية بشكل لا يصدق.
حيث تتجاوز درجات الحرارة اثناء النهار اربعين درجة مئوية في الظل. والموت بسبب السقوط من العربات امر شائع، خاصة ان القطار وبسبب طوله عندما يخفف من سرعته فان كل عربة تصطدم بالتي تليها.
وبالتالي اذا كان الشخص يجلس على العربة من الاعلى فقد يتسبب ذلك بسقوطه وموته. في ذات الوقت فان المسافر عبر القطار بحاجة الى حجاب وعمامة لتغطية الفم والانف، بالاضافة الى النظارات الشمسية، والا فان غبار الصحراء سيؤثر عليه بشكل كبير.
وبما ان المسير طويل فهو بحاجة ايضا الى وجبات خفيفة بالاضافة الى لترين من الماء. فهل ترغب بخوض مغامرة جديدة في القطار الاثقل والاطول في العالم؟.
استمر يا صديقي
ReplyDeletePost a Comment