كوريا الشمالية الهروب من الجحيم قد يكون الهروب من الجحيم اكثر سهولة حين تعيش في بلد رجل، قرار انهاء حياة البشر بالنسبة له اسهل من قرار اختيار نوع اللباس الذي يرتديه.
رجل يتفنن في اعدام البشر تارة يلقيهم في قفص للاسود. وتارة يثبتهم على مقدمة المدافع ولابسط الاسباب. فاحدهم لم يصفق له واخر لم يبتسم في وجهه.
ومنهم من لم يبكي اثناء حفل تأبين جده الذي مات منذ عقود وليس هذا فقط البلد ذاته يعيش سكانه العمر الاقصر في العالم بسبب سوء التغذية.
سجن وجحيم كوريا الشمالية
كما يعيش اغلب سكانه في منازل اشبه بالقبور. لا انترنت يسمح لهم باستخدامه ولا كهرباء تضيء عتمتهم. جميعهم تحولوا اما الى جنود او لالات في ماكينة اهلكهم.
وبشهادة العالم اجمع. فان هذا البلد الذي هو كوريا الشمالية بات السجن الاكبر في العالم وكثيرون يصفونه بالجحيم. الماكث فيه مفقود والهارب منه مولود.
ولان لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. عشرة طرق ابتكرها سكان هذا البلد او السجن او الجحيم للنفاذ احياء وبدء حياة جديدة.
عشرة طرق الهرب من جحيم كوريا الشمالية
الحدود البرية مع كوريا الجنوبيه
الطريق الاول: يحكمها عبر الحدود مع الجار التوأم. هناك على الحدود مع كوريا الجنوبية توأم الشمالية قبل الحرب بين الطرفين منطقة منزوعة السلاح تفصل البلدين عن بعضهما البعض.
وتمتد على مسافة قدرها مائتين واربعين كيلو مترا. هذه المئتين والاربعون كيلو مترا معظمهم مغطى بالاسلاك الشائكة وجزء تغطيه الالغام. وعلى طولها يقف جنود متيقظون. ليس خوفا من كوريا الجنوبية. انما خوفا من هرب الناس ونزوحهم.
داخل كوريا الشمالية. طريق كهذه سلوكها يعني انك قد تحمل روحك على كفيك فالاوامر للجنود هنا تقضي باطلاق النار مباشرة على اي مواطن شمالي يقرر العبور للجنوب.
والطريف ان كثيرا من الجنود هم انفسهم من يسلكون هذه الطريق للهروب. ووثق الجنوبيون حوادث عبور جنود شماليين الى اراضيهم واعلانهم استسلام على امل بدء حياة جديدة.
الهرب عبر البحر
الطريق الثاني: عبر البحر الاصفر. والبحر الاصفر هذا هو الجزء الشمالي من بحر الصين الشرقي. ويقع بين شبه الجزيرة الكورية والصين. وسمي بهذا الاسم نسبة الى الرواسب الصفراء التي تحملها مياهه.
ولان كلا من كوريا الشمالية والجنوبية يدعي ملكية هذا البحر. فانه بات منطقة شبه محايدة. كما ان الدوريات العسكرية في البحر تتتبع الطرفين. والنفاذ من دورية شمالية يعني انك كشمالي وصلت لبحر حيث الجنوبيون.
وهو اكثر الطرق سهولة وامانا نسبيا من بقية الطرق. لكن هذا لا يمنع انه في حال اكتشاف جنود كيم لاي نازح الا يطلق عليه النار. لكن لدى كثير من الشماليين الامر يستحق المجازفة.
عبر الخطوط الجوية الكوريا
الطريق الثالث: الخطوط الجوية ايركوريو. قد يستغرب البعض ان سكان كوريا الشمالية يتمنون الهرب بواسطة الطيران المدني. وقد يستغرب اخرون ان لكوريا الشمالية اصلا خطوط طيران مدني ودولي.
ايركوريو هي خطوط النقل الجوي الكورية الشمالية الوحيدة وهي المصنفة عالميا على انها اسوأ خطوط طيران. وهي وسيلة ليس لهرب المواطنين من كوريا الشمالية.
وانما لهروب العاملين فيها من مضيفين ومضيفات وحتى الطيارين لكن السيء في حظ هؤلاء ان هذه الخطوط لا تطير الا لدول صديقة لكوريا الشمالية وهي الصين وروسيا. وهذه دول وقعت مع كيم اتفاقيات لارجاع الهاربين.
الهروب المستحيل عبر الصين
الطريق الرابعة: الحدود الصينية. تخيل ان تحلم بالهرب لمكان امن وتعبر الحدود وتجد نفسك في الصين. البلد الذي يدار بنفس العقلية الذي يدير بها الشاب كيم بلاده. لكن عموما ليس اسوأ بنظر سكان كوريا الشمالية من كوريا الشمالية.
وكثير منهم يعبرون للصين على امل ان ينفذ منها لبلد اخر. وهذا ما يجعل المهمة شبه مستحيلة حيث الصينيون اذا وجدوا كوريا شماليا فاذا لم يقتلوه فانهم يعيدونه الى بلاده ليقتله كيم بتهمة الخيانة العظمى.
الطريق الخامس: برامج التبادل الطلابي. على الرغم من ان كوريا الشمالية بلد معزول عن العالم فلا غنى له عن اتفاقيات تعليمية ودراسية مع الصين. وهذا يعني دخول الطلبة الكوريين الشماليين للصين بشكل قانوني.
وهذا يعطيهم فرصة للهروب من الصين الى بلدان اخرى. كون الصين اكثر انفتاحا على العالم من بلادهم المغلقة. وهذه فقط حكر على الطلاب.
الهروب المميت عبر بحر اليابان
الطريق السادس: عبر بحر اليابان. وهذا البحر هو عبارة عن بحر يشبه البحر المتوسط نوعا ما. اذ انه بحر منغلق تحده اليابان وكوريا الجنوبية وروسيا. وبالتالي يعتبر طريقا مناسبا للمنشقين الكوريين الشماليين الراغبين في الهرب من بلدهم.
لكن مشكلة هذا الطريق كما هي مشكلة الهروب عبر البحر المتوسط. فهو يتطلب قاربا او زورقا. وهو تزيد نسبة عثور الجنود الكوريين الشماليين على الهاربين عبر البحر.
والنتيجة معروفة فاذا لم تبتلع مياه البحر الهائجة زوارق الهرب هذه فان الجنود سيتكفلون بجعل مياه البحر مقبرة لهؤلاء الهاربين.
عن طريق البعثات الدبلوماسية والرياضة معسكرات
الطريق السابع: معسكرات العمل في الخارج. فمن النقم على اهل كوريا الشمالية ان زعيمهم لا يجبرهم على العمل القسري فقط في كوريا وانما احيانا يرسلهم للعمل القسري في بلدان اخرى.
والحديث هنا عن الصين وروسيا. فكثيرا ما يذهب الكوريون للعمل في ترسانة هذه الدول النووية لاكتساب الخبرة او العمل في مناجمها. وهنا قد تتحول النقمة الى نعمة اذا ما احسن احد الكوريين استغلال الفرصة للهروب.
الطريق الثامن: البعثات الرياضية اكثر طرق الهروب امنا وسلامة لكنها غير متاحة للجميع فكوريا الشمالية يحق لها المشاركة بالمحافل الرياضية الدولية كالاولمبياد وغيرها من المسابقات الرياضية.
وهذه فرصة لا تعوض للرياضيين الراغبين بالهروب من جحيم بلادهم. وسجلت حوادث كثيرة شهدت هروب رياضيين من بعثات كوريا الشمالية. سيما اذا كانت مقامة في بلاد غربية تتيح اللجوء.
الطريق التاسع: البعثات والهيئات الدبلوماسية على الرغم من كون كوريا الشمالية بلدا ليس له علاقات بكثير من الدول. الا ان تمثيلا دبلوماسيا له مع بعض الدول تتيح للعاملين بهذه البعثات الانشقاق عن نظام كيم وطلب اللجوء في البلد الذي توجد فيه هذه البعثات.
وهذا ما دفع السلطات الكورية الشمالية لاخذ اقارب وعائلات ممثليها الدبلوماسيين وسفرائها كرهينة. حيث تنفذ فيهم حكم الاعدام في حال شق احد الدبلوماسيين.
هروب حرس الحدود
الطريق العاشر: حرس الحدود. في الحقيقة فان حرس الحدود الكورية الشمالية والمكلفين بحماية البلاد ومنع احد من الهروب منها يجدون امامهم الفرصة الاكبر للهروب هم انفسهم وحدث ذلك على الحدود مع كوريا الجنوبية وكذلك مع الصين.
مع ان الامر هنا مختلف حيث كثيرا ما تعيدهم الصين لبلادهم. كما يحدث ايضا للجنود في البحرية الكورية والذين يفرون عبر المياه واحيانا بزوارق عسكرية.
ما يعطيهم املا بالنجاة من جحيم البلاد التي يعتبرونها سجنا ويراها العالم السجن الاكبر في العالم. اللافت بالامر كله هو تغليظ كوريا الشمالية العقوبة لمن يقرر الهرب من مواطنيها.
فعلى الرغم من عجز الحاكم الواحد الاوحد على توفير حياة كريمة لمواطنيه. فانه فوق ذلك كله يمنعهم من الهرب والبحث عن حياة جديدة. ولهذا هذا البلد سجنا ولهذا يعتبر جحيما.
Post a Comment