الحديقة العامة الاشهر في العالم. من اجمل الاماكن في نيويورك والعالم ثمانية عشر بوابة. يدخل منها الزائرون لعالم عصري وتاريخي في الان ومساحتها اكبر من مدينة موناكو ومن الفاتيكان.
الجانب التاريخي المظلم لحديقة سنترال بارك
لكن هل يعرف زائرو هذا المكان انه شاهد تاريخي على العنصرية بابشع صورها. وهل خطر ببالهم يوما المأساة التي حدثت لالاف الامركيين الافارقة الفقراء حتى ينعم الاغنياء البيض بحديقتهم هذه.
وما هي تفاصيل جريمة سنترال بارك الكبرى التي تورط دونالد ترامب بتفاصيلها. سنترال بارك نيويورك منتزه اسطوري بني على مأساة. في هذا المكان قبل اكثر من مائة وخمسين عاما وجدت قرية.
السينيكا؟ كانت قرية تعج بالحياة يقطنها الافارقة الامريكيون. وغالبيتهم كانوا من العبيد المتحررين حديثا. والذين لجأوا الى هذا في نيويورك بين الشارعين اثنين وثمانين وتسعة وثمانين.
تأسيس قرية السينيكا
اما تأسيس القرية فقد كان على يدي ناشطين معاديين لاستعباد السود يدعيان اندرو ويليامز وابيفان. وهما عضوان بارزان في مجتمع افارقة نيويورك للمساعدة ويعود لهم الفضل في انشاء بلدة.
تعد الاول من نوعها للافارقة بنيويورك. والتي نمت ببطء وتعب شديدين. اذ اخذ هؤلاء يبنون المنازل ثم بالاسطبلات فالمحلات التجارية ثم الكنائس واخيرا افتتحوا مدرسة في المكان.
وقد منحت هذه البلدة امتيازات كبيرة للسود. فكونها اول مجتمع مستقل للافارقة جعل التملك فيها سهلا عليهم على عكس المناطق الاخرى. التي يرفض اصحابها بيع الاراضي لهم. وتملك المنزل انذاك يعطي.
صاحبه امتيازات كثيرة مثل الحق بالتصويت. لقد كان هذا المجتمع عظيما للسود المضطهدين في ذلك الزمان وازدهر شيئا فشيئا. ما حرك اطماع كارهي المهاجرين والعنصريين من الامريكيين.
استلاء اثرياء أمريكا على قرية سينكا
قرر اثرياء المناطق المحيطة جعل سينيكا متنفسا لهم. فتحركوا لقلب حياة المهاجرين التعساء. وبالفعل نجح هؤلاء عام الف وثمانمائة وسبعة وخمسين في مسعاهم. واستولوا على ارض سينيكا فاخرجوا منها شعبها.
ولم يحصل اصحابها الحقيقي الا على تعويض زهيد. وهدموا القرية بالكامل متجاهلين معاناة اصحابها ليبنوا عليها هذا المنتزه الاسطوري اليوم. والذي يجهل اغلب زائريه انه بني على مأساة حقيقية.
ليصبح اشهر واكبر حديقة عامة في العالم. والتي يحج اليها الالاف لزيارتها والاستمتاع بها. ليست فقط ظروف استملاك ارضه وتاريخه يدعوان للعجب بل ايضا ظروف بنائه الذي شهد تحديات كبيرة استغرقت ستة عشر عاما.
منها التكلفة الباهظة للبناء بعد اخلاء اكثر من الف وستمائة مهاجر منه. والذين تمسكوا باراضيهم حتى اخر رمق. اذ كان من الصعب عليهم التخلي عن كل ما يملكونه ليصبح مكان استجمام لاثرياء المنطقة.
قصة انشاء المنتزه
اذ كان يتوجب غرس الاف الاشجار واستحداث بحيرات وتلال وتعبيد طرق واسعة وانشاء جسور وحفر خزانات. كل ذلك كان ايضا بتعب عمال مهاجرين كادحين مقابل اجر زهيد.
والنتيجة منتزه ضخم. كان في البداية حكرا على الطبقة الثرية فقط. ويمنع من دخوله اناس هم ملاك ارضه الحقيقيين. الا ان هذا الوضع تغير مع الزمن. فاصبح المنتزه متاحا للجميع.
تقام فيه الحفلات الموسيقية ويجتمع في ربوعه الناس من كافة طبقاتهم. وصمة عار جديدة بتاريخ المنتزه. مع مرور الايام تراجعت مكانة المنتزه وبات وضعه يرثى له. تراكمت فيه الاوساخ وبات مكانا خطيرا تحوم الشبهات حول كل من يدخله.
تحول المنتزه الى مسرح للجريمة
تحرش والتجارة ممنوعات واسوأ من ذلك. اذ بات مسرحا للجرائم التي كانت اشهرها جريمة اطلق عليها جريمة سنترال بارك. والتي جرت في العشرين من ابريل الف وتسعمائة وتسعة وثمانين.
حين عثرت الشرطة بالحديقة على جثة وهي فتاة ذات بشرة بيضاء كانت قد قتلت بعد الاعتداء عليها. وبعد التحريات ثبت وجود خمسة شبان في المكان تلك الليلة. اربعة منهم ذوو بشرة سوداء والخامس مهاجر من اصل اسباني.
كانت اعمارهم بين 13 و16 سنة. كمهاجرين ، كانوا مناسبين لربط الاتهام. معهم. في الواقع ، تحت ضغط من الشرطة أثناء التحقيقات ، اعترفوا بارتكاب وتصوير الجريمة. كان اعترافهم هو الدليل الوحيد ضدهم.
احتدمت القضية من قبل امريكا هي كل شيء ، وكان دونالد ترامب أحد أبطالها في ذلك الوقت. كما دفعت خمس سنوات ثمانون ألف دولار أميركي مقابل حملة إعلامية ضد الأولاد
الخمسة مدعوون ليتم إعدامهم. والغريب في عام ألفين واثنين
القبض على القاتل الحقيقي ماتياسريس. الذي اعترف بجريمته
يروي تفاصيل اعتداءه وقتله على الفتاة. لإخراج الشباب من السجن.
بعد أربعة عشر عاما. كما أنه يرفع دعوى قضائية ضد مدينة نيويورك لتعويضهم التي توصلت إلى تسوية معهم بدفع مليون دولار عن كل سنة سجن. وتحدثت وسائل الإعلام كثيرا عن القصة. وأنتجت Tflix مسلسل Where FCS.
الذي تناول قصة أشهر الحالات في نيويورك في أربع حالات ، وأيضًا ، ألفان واثني عشر ، تم إنتاج فيلم وثائقي تحدث فيه الأولاد عن قدم شخصيا جميع تفاصيل القضية. بعد أحداث القتل والمرض
اعادة الامن والحياة الى المنتزه
حالة الحديقة ، ورفعت مطالب لإيجاد حل لهذا المكان المقلق. في الواقع ، أنشأ المواطنون جمعية لإعادة احترام الحديقة. بدأ من قبل المشاريع الممولة بخمسين مليون دولار على نفقة الجمعية ، المعروف اليوم بالتبرعات من سكان نيويورك.
بعد ثلاثة سنوات ، عادت الحياة بصعوبة. تم إضافة العديد من الخدمات إليها ، و تم إنشاء مكتب أمني به عدد كبير من الموظفين لحماية الحديقة. اليوم ، أكثر من ثمانية ملايين أمريكي
أصبحت سنترال بارك رونقها المعتاد.
الذي يزوره مسؤول عن نظافة المكتب. بينما يأتي ليرى
سبعة وثلاثون مليون زائر من جميع أنحاء العالم. بعيدًا عن تاريخ تأسيسها، سنترال بارك اليوم هو اكثر الحدائق العالمية شهرة.
وحتى كان له دور كبير في هوليوود ، كان موقع مئات الأفلام كل عام لمخرجين دوليين مهمين شاركوا كثيرًا فيها كسب شهرته ومكانته الدولية.
ما رأيك في قصة هذا منتزه؟ هل سمعت من قبل عن مأساة بنائه؟ أوه.
Post a Comment